أقوال القديس الأب يوسف عن خصائص الحب | حب أبديالعاطفة أو الميل الاجتماعي يتعرض دائما للانتهاء بسبب تغير الظروف أو البيئة أو لحدوث عارض ما فالأب بحب ابنه لكن إن عصاه الابن يحتمله سنة فأخري فعدة سنوات وفي النهاية يضيق به والطبيب يحب الطبيب المشارك له في المهنة لكن إن شعر بمنافسة قوية أبغضه والإنسان يحب نفسه لكن إن حدقت به التجارب ولآلام قد ينقلب إلي صورة معادية نحو نفسه وقد يضطر إلي تعذيبها أو التخلص من الحياة كلية أما الحب الذي مصدره الله وموضوعه الله ولأجل الله فإنه يبقي الى الابد
لقد عرض
الأب يوسف في حديثه مع
يوحنا كاسيان موضوع الصداقه) فذكر عدة صداقات (محبة) تقوم على أسس غير
المسيح وبلا هدف خلاص الآخرين هذه الصداقات مؤقتة تزول بزوال مسبباتها أو بعامل الزمن.
+ توجد عدة أنواع من الصداقات التي توحد البشر معا بطرق مختلفة في رباطات
المحبة.
1- محبة أنشأتها توصيات سابقة بالتعارف أدت إلى وجود علاقات متبادلة.
2- في حالات أخري بعض المساومات أو الاتفاقات تؤدي إلى ربطهم معاَ برباط
المحبة.
3- والبعض بسبب التشابه من جهة العمل أو العمل أو الفن أو الدراسة. قد اتحدوا معاَ في سلسة من
الصداقة حتى أن النفوس الشريرة تصبح غير شريرة فيما بينهم كأولئك القتلة الذين في الغابات والجبال هؤلاء يبتهجون بسفك دماء البشر لكنهم يحتضنون شركائهم في الجريمة ويلاطفونهم.
4- وهناك نوع آخر من الحب تنبع فيه الوحدة عن العواطف الطبيعة وقوانين الجنس الذين من نفسه القبيلة وكحب الزوجات والآباء والإخوة والأولاد فيضلون بعضهم البعض عن الآخرين طبيعيا الأمر الذي لا نجده في البشرية بل وبين
الطيور و
الحيوانات المتوحشة بحسب ما تلقنه العاطفة الطبيعة فهم يحافظون على نسلهم ويدافعون عنهم حتى أنهم لا يهابون الخطر أو الموت من اجلهم
فالحيوانات المفترسة و
الحيات و
الطيور التي امتازت عن غيرها بتوحشها الذي لا يطاق أو سمها المميت تسالم بعضها البعض بسبب وحدة الأصل وشعورها بالزمالة.
ولكننا نجد أن جميع هذه الأنواع من الحب الذي تحدثنا عنه إنما حب مشترك يمكن أن يوجد بين الأخيار والأشرار وبين الحيوانات المفترسة
والأفاعي فبالتأكيد لا يدوم إلى الأبد فغالبا متى حدث تغير من جهة المكان انكسر حبهم كما يحدث النسيان بعامل الزمن وبين كل هذه يوجد نوع واحد من الحب لا يمكن أن يحل حيث لا ترجع الوحدة إلى فائدة أو نتيجة الشفقة أو عطايا او بسبب بعض المساومات أو بسبب ضرورة الطبيعة بل ببساطة ترجع إلى مشابهة في
الفضيلة (أي التقائهم معا في
المسيح) هذا هو الحب الذي أقوله عنه إنه لا ينكسر تحت أي ظرف ولا يهلكه أي تدخل من جانب الزمان أو المكان بل ولا الموت نفسه يمكن أن بفصله هذا هو الحب الصحيح غير المنكسر الذي ينمو بواسطة كمال وصلاح الأصدقاء.